أخذ الأب الكاهن اللوح المقدس وكل أدوات المذبح المتنقل ليذهب لاحدى القرى المجاورة لمدينته ليصلى عشية ويأخذ أعترافات الشعب فى القرية ثم يصلى لهم القداس فى الصباح.
ركب الاب الكاهن سيارته حوالى الساعة الرابعة بعد الظهر وكان بحالة صحية طيبة ولكنه قبل ان يصل للقرية بحوالى 30 كم شعر فجأة برأسه تتثقل بنعاس شديد فأوقف السيارة ليستريح فمن الخطر القيادة مع الشعور بالنعاس وما ان أوقف السيارة الا ووجد نفسه بحالة جيدة فأدار محرك السيارة وبدأ فى السير مرة أخرى وما ان بدأ التحرك بالسيارة الا وشعر بنعاس شديد يثقل رأسه جدا ولايمكنه من القيادة على الطريق السريع فوقف ثانية ولكنه ما أن توقف الا وشعر انه مستيقظ جيدا!!
فكر فى دخول قرية قريبة وشرب فنجان قهوة فى اى كافتيريا ولكنه خجل وشعر انه تصرف يسىء للكهنوت فلا يصح ان يجلس كاهن فى كافتيريا فبحث بين المحلات والمساكن حتى وجد لافته لطبيب مسيحى فدخل عنده ولم يكن عنده اى مريض ,أستقبله التمرجى وأدخله عند الطبيب فحكى أبونا قصته بصراحة وانه محتاج لفنجان قهوة
وبدأ ابونا الحديث مع الطبيب عن الرب يسوع محب البشر وماكان من الطبيب الا ان قال لأبونا:-
"عارف ياأبونا انا بقالى كام سنة مدخلتش كنيسة؟"
فأجاب أبونا :"كام؟" ,رد الطبيب:"حوالى 30 سنة"
شعر أبونا ان الله رتب كل هذا الترتيب العجيب ليقابل هذا الطبيب فجلس أبونا يتحدث مع الطبيب عن الرب يسوع ومحبته وكيف انه يقبل اى انسان خاطىء يعود اليه وطلب الطبيب من أبونا ان يعترف بخطاياه فرحب أبونا وبالفعل أعترف الطبيب وقرأ له ابونا التحليل وأتفق أبونا معه ان يحضر فى الغد فى القرية المجاورة ويصلى معه القداس ويتناول من جسد الرب ودمه وفعلا فرح أبونا جدا بحضور الطبيب القداس وتناوله من جسد الرب ودمه وعاد أبونا فى نفس اليوم الى مدينته وبعد أربعة أيام كان ابونا يقرأ الجريدة وفوجىء فى صفحة الوفيات بصورة هذا الطبيب وقد تنيح.
وشعر ان الله محب البشر أرسله خصيصا لهذا الطبيب ليعطيه فرصة أخيرة للتوبة والأعتراف.
"هكذا ليست مشيئة أمام أبيكم الذى فى السموات ان يهلك أحد هؤلاء الصغار" (مت 14:18)